ضحايا خلف الشاشات.. كيف يقع الشباب فريسة للابتزاز الإلكتروني؟

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
صوبة ”همام” الذكية.. معجزة التنمية الزراعية ياسر إدريس يتلقى دعوة مشاركة مصر في دورة ألعاب التضامن الإسلامي بالرياض نجلاء بدر: أجريت تجميلًا لأنفي.. وخلافي كان مع محمد سامي وليس مي عمر «ليالى رمضان» أمسية ثقافية لسفارة باكستان بالقاهرة| صور محامي المتهم في حادث الفردوس يكشف طلب الضحية للصلح والتنازل رامز جلال عن رحمة أحمد: ضحية المطبلاتية والمنافقين واللجان الإلكترونية    الشباب والرياضة تعلن انطلاق الدورة الرمضانية بمدينة الغردقة مجلس الأمن يدعو دول العالم إلى عدم التدخل فى سوريا مجموعة السبع تدين تصاعد العنف في الساحل السوري وتدعو لحماية المدنيين مؤشرات أمريكا تتجه لتسجيل خسائر أسبوعية مع تباطؤ النمو لاعبو الأهلي المستدعين لقوائم منتخبات بلادهم في التوقف الدولي اختيار المستشار أحمد عبد الفتاح عضوًا في مجموعة الخبراء التابعة للاتحاد الأفريقي

منوعات

ضحايا خلف الشاشات.. كيف يقع الشباب فريسة للابتزاز الإلكتروني؟

الابتزاز الإلكتروني
الابتزاز الإلكتروني

يُعد الابتزاز الإلكتروني من أخطر الجرائم السيبرانية التي تهدد المجتمع، حيث يستغل المبتزون التطور التكنولوجي ومنصات التواصل الاجتماعي للإيقاع بضحاياهم، خاصة من المراهقين والأطفال، ومع تزايد الاعتماد على الإنترنت في حياتنا اليومية، يصبح الشباب أكثر عرضة لهذه الجرائم بسبب قلة الوعي بالمخاطر التي تحيط بهم في الفضاء الرقمي.

قال تامر محمد، مدير عام غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على الشباب، إذ كشفت دراسة أجراها "مركز بيو للأبحاث" أن 45% من المستخدمين الشباب متصلون بالإنترنت بشكل مستمر، بينما يستخدم 97% منهم منصات مثل يوتيوب، فيسبوك، إنستغرام، وسناب شات.

ويضيف أن بعض الشباب يتابعون هذه المنصات أكثر من 100 مرة يوميًا، مدفوعين بالفضول والرغبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل، مما يجعلهم أهدافًا سهلة للمبتزين والمحتالين الإلكترونيين، هؤلاء يستغلون حاجتهم للشعور بالانتماء أو رغبتهم في تقليد المشاهير للحصول على القبول المجتمعي.

كما أوضح تامر محمد أن العديد من الفتيات يتعرضن لضغوط نفسية هائلة بسبب المقارنات الاجتماعية، حيث تبدو المؤثرات والمشاهير بمظهر مثالي عبر الفلاتر وبرامج تعديل الصور، مما يخلق شعورًا بانعدام الثقة بالنفس لدى بعض الفتيات، وبالتالي يستغل بعض المبتزين هذا الضعف عبر وعود زائفة بالشهرة أو النجاح، ليوقعوا الشابات في فخ الابتزاز الإلكتروني، حيث يتم خداعهن لمشاركة صور أو معلومات خاصة يتم استخدامها لاحقًا لتهديدهن واستغلالهن ماليًا أو عاطفيًا.

أما بالنسبة للشباب الذكور، فيوضح تامر محمد أن إدمان ألعاب الفيديو، مثل "فورت نايت"، قد يؤدي إلى غيابهم عن الواقع لساعات طويلة، مما يجعلهم عرضة للاستهداف عبر الإعلانات والمحتوى غير اللائق الذي قد يظهر أثناء اللعب، وفي بعض الحالات، يتعرض بعض اللاعبين لمحتوى إباحي دون قصد، مما يجعلهم فريسة سهلة لمبتزين يهددونهم بكشف معلومات شخصية أو صور خاصة، الأمر الذي قد يدفع البعض لدفع مبالغ مالية أو تنفيذ طلبات غير قانونية خوفًا من الفضيحة.

في حين ، قالت سلوى كمال الأخصائية النفسية، أن الشباب خاصة في بدايات حياتهم المهنية والاجتماعية، يسعون إلى إثبات أنفسهم والاستقلال عن العائلة، مما يجعلهم أكثر عرضة للتفاعل العاطفي والبحث عن القبول والتقدير عبر الإنترنت، ومع تزايد الضغوط المجتمعية والمهنية، قد يجد البعض أنفسهم متورطين في علاقات أو محادثات تؤدي لاحقًا إلى الاستغلال والابتزاز ، كما أن التطور الفكري والعاطفي يجعلهم يسعون لتجربة أشياء جديدة، وقد يكون الفضول عاملاً رئيسيًا في وقوعهم ضحايا للابتزاز الإلكتروني، خاصة عندما يشاركون معلومات شخصية أو صورًا دون وعي بالمخاطر المحتملة.

وأشارت كمال، أن الفضول والرغبة في التجربة قد يدفعان الشباب إلى مشاركة معلومات شخصية أو صور دون إدراك العواقب، ويستغل المبتزون هذه العوامل بعدة طرق، أبرزها التلاعب العاطفي وإيهام الشاب أو الشابة بأنهم محبوبون أو موضع اهتمام، ثم استغلال ثقتهم لابتزازهم عاطفيًا أو ماليًا، وبعد الحصول على صور أو بيانات حساسة، يبدأ المبتز في تهديد الضحية لكسب المال أو تنفيذ مطالب غير أخلاقية، وأيضاً استغلال الرغبة في الاستقلالية و إقناع الضحية بأنه ناضج بما يكفي لاتخاذ قراراته، ما يدفعه إلى مشاركة معلومات قد تُستخدم ضده لاحقًا.

وفي المقابل ، يؤدي التعرض للابتزاز الإلكتروني إلى آثار نفسية خطيرة على الشباب، تشمل القلق والاكتئاب نتيجة الشعور بالذنب والخوف من العواقب، فقدان الثقة بالنفس بسبب الشعور بالانتهاك والضعف أمام التهديدات، وأيضاً العزلة الاجتماعية خوفًا من مواجهة الآخرين أو تعرضهم للإحراج، والتغيرات السلوكية مثل الغضب المفاجئ أو الانطواء أو حتى التفكير في إيذاء النفس ، وعلى الأهل أن يدركوا أن التفاهم والحوار هما المفتاح لحماية أبنائهم من مخاطر الإنترنت.

وفي ظل التحولات الرقمية، يصبح من الضروري خلق بيئة آمنة وداعمة للمراهقين، بحيث يكونوا قادرين على مواجهة تحديات الإنترنت، والتعامل مع المواقف الصعبة، والتصدي للابتزاز الإلكتروني بثقة ووعي.