البيان الختامي لاجتماع مناقشة الأزمة الإنسانية في السودان

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
بكري يدافع عن حسام موافي: قبلته عفوية تؤكد طيبة قلبه واحترامه  قرار عاجل من جوميز للاعبى الزمالك الأساسيين بدأ حفل آمال ماهر بمدينة جدة السعودية شروط وخطوات الحصول على العلاج على نفقة الدولة اجتياح رفح.. إعادة إسناد تعمير غزة الى الهند سعر الذهب عيار 21 يسجل 3 آلاف جنيه خلال التعاملات المسائية من “خليها تصدي” لـ “خليها تعفن”.. شعب مصر أقوى جهاز رقابة ومحاسبة ”دولورس مونتسيرات” علي رأس قائمة حزب الشعب الاسباني في الانتخابات الأوروبية سلفادور إيلا يستبعد التوصل إلى اتفاق مع Junts .. ”منطق حكومتهم ”غير متوافق” الأمم المتحدة تؤيد دفاع حكومة إسبانيا عن الذاكرة الديمقراطية في مواجهة المبادرات الإقليمية لقوانين ”الوفاق” اسبانيا تحقق ما يزيد على 8 مليار و 500 ألف يورو من السياحة خلال شهر مع زيادة عدد الزوار ”الباريس” يجتمع بالسفراء الآسيويين في برشلونة

شئون عربية

البيان الختامي لاجتماع مناقشة الأزمة الإنسانية في السودان

حمدوك
حمدوك

اختتمت تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم"، اجتماعهًا مع الفاعلين المدنيين من قطاعات مختلفة في العمل الانساني المحليين وأصحاب الأعمال والقيادات الدينية والأهلية والمبدعين والمثقفين والسودانيين/ات العاملين في المنظمات الدولية، حيث تداولوا بشكل مستفيض حول الأزمة الإنسانية التي خلفتها حرب 15 أبريل وتداعياتها الكارثية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الهيئة.

الاجتماع الوضع الإنساني

استعرض الاجتماع الوضع الإنساني، منذ اندلاع الحرب التي انطلقت من العاصمة الخرطوم لتنتشر بعدها في مناطق مختلفة بدءاً، بكافة ولايات دارفور وكردفان وصولاً لولاية الجزيرة وتخوم ولايات القضارف وسنار ونهر النيل والنيل الأبيض.

حيث فاقت حصيلة الضحايا عشرات الآلاف بنهاية 2023م وفق الأرقام المسجلة وشهدت هذه الأشهر الإحدى عشر ارتكاب فظائع واسعة تجاه المدنيين من مجازر وعنف على أساس عرقي واغتيالات وجرائم اغتصاب وعنف جنسي وتهجير وسلب للممتلكات الخاصة وقصف للمدنيين وتهديم للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية.

فاقم كل ما تقدم من الآثار الإنسانية، وقاد البلاد في اتجاه المجاعة وأكثر 8 مليون نازح ولاجئ وأدى لانهيار النظام الصحي وقطاع الخدمات وانتشار الأوبئة وتفاقم الإشكالات الصحية نسبة لضعف توفر الخدمات للمرضى خاصة أصحاب الامراض المزمنة وتزايد وطأة الاثار الاقتصادية للحرب وتعثر جهود الإغاثة والعمل الإنساني وإغلاق مسارات توفير العون الإنساني.

رغم أن الكارثة الإنسانية في السودان هي الأكبر على مستوى العالم وفقاً لتقارير وأرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية (أوشا - UNOCHA) فإن الاستجابة للتصدي لهذه الكارثة لم تكن بقدر حجم الأزمة.

حيث قدرت خطة الاستجابة والاحتياجات الإنسانية في السودان الاحتياجات المطلوبة لتغطية 14.7 مليون شخص بالسودان بحوالي 2.7 بليون دولار للعام 2024م، وبعد مرور الربع الأول من العام لم تتوفر منها حاليا سوى 130 مليون دولار (5%)، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للاستجابة للاحتياجات الانسانية العاجلة.

وفقاً لاستعراض الموقف الإنساني المستفيض أعلاه، خرج الاجتماع بتوصيات محددة على النحو التالي:-

1- تكثيف التواصل الدبلوماسي مع الدول والمؤسسات لممارسة أقصى قدر من الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف الأعمال العدائية، والامتناع عن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب، وحماية البنية التحتية والخدمات الحيوية والالتزام بفتح المسارات الداخلية والخارجية لوصول المساعدات الإنسانية.

2- رفع مستوى الوعي العالمي بالمعاناة الإنسانية والعواقب الكارثية للحرب المستمرة على السكان المدنيين داخل السودان واللاجئين في البلدان المجاورة من خلال استراتيجية إعلامية/مناصرة جيدة التصميم ومتعددة الأوجه تتضمن الاستفادة من القدرات الحالية لمجتمعات السودانيين في الخارج.

3- شرح وتوضيح الظروف الاستثنائية في السودان والتي تتطلب استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق وممولة بشكل جيد لتجنب المجاعة التي تلوح في الأفق، مدعومة بنهج يدعو إلى قدر أقل من التدقيق من قبل شركاء التمويل / مجتمع المانحين وقبول هامش مخاطر تحويل المساعدات، ويجب أن تكون الاستجابة الإنسانية الفورية مصحوبة بدعم كبير في مجال الاستثمار في الإنتاج الزراعي لمنع حدوث مستويات كارثية من الجوع.

4- العمل على تمويل الموسم الزراعي في الولايات التي لا تشهد نزاعاً أو عمليات عسكرية للتخفيف من وطأة انعدام الامن الغذائي الذي وصل إلى مراحل الأزمة والكارثة.

5- اعتماد نهج مرن للمساعدات الإنسانية بما في ذلك استخدام التحويلات النقدية حيثما كان ذلك مناسباً، واستخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية بالإضافة إلى الدعم العيني.

6- إنشاء وكالة سودانية للغوث الإنساني تنسق الجهود بين الفاعلين المحليين ومع المانحين الدوليين وتتعامل مع قضايا الأزمة الإنسانية في صورتها الكلية.

7- الدعوة لإطلاق مشروع شريان حياة عالمي لتوفير الموارد اللازمة لتغطية الاحتياجات الإنسانية وضمان وصولها لمستحقيها.

8 - إنشاء فريق عمل يضم تمثيلاً متنوعًا للسودانيين/ات لمتابعة وتوسيع وتنسيق تنفيذ التوصيات؛

9- نأمل أن تساهم هذه التوصيات في إثراء المناقشات في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه المقرر عقده في باريس منتصف أبريل القادم والذي نأمل أن يوفر الموارد اللازمة لمعالجة الكارثة الإنسانية وللفت انتباه العالم لما يدور في السودان.

10- الدعوة إلى توطين الاستجابة الإنسانية بما يقوى المنظمات المحلية وإحكام التنسيق بينها، كما ينبغي للمنظمات الدولية مضاعفة جهودها للدخول في شراكة مع المنظمات المحلية لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية والوصول إلى السكان المتضررين؛

11- تشكيل منصة تعنى بتنسيق الجهود الانسانية المحلية وعرض الأوضاع الإنسانية بصورة دورية والتواصل مع المنظمات الأممية والاقليمية وتوظيف التكنولوجيا والإعلام بالصورة التي تحقق الغايات المنشودة.

ختاماً فإن هذه الخطوة نسيرها بصورة جماعية من أجل معالجة الكارثة الإنسانية التي تضرب بلادنا بسبب استمرار الحرب التي لا مشروعية أخلاقية ولا سياسية ولا وطنية ولا دينية لها، والتي يجب أن تتوقف اليوم قبل الغد، فهي حرب تستهدف الأبرياء الذين لا ذنب لهم وتدمر البلاد ومقدراتها.

نؤكد أننا سنعمل سوياً حتى تنتهي هذه المعاناة وحتى تخرج بلادنا من هذه الهوة السحيقة التي سقطت فيها بفعل حرب 15 أبريل.