الدكتورة نادية مصطفى تكتب: خطة إسرائيل الخبيثة للسيطرة على الوطن العربي .!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وفاة التيك توكر إسراء روكا في حادث مأساوي بالنزهة الفرقه الألمانية keinemusik تقيم حفلتها بالأهرامات برعاية وزير السياحة جداول امتحانات الترم الثانى لطلاب المرحلة الإعدادية بالجيزة بدء امتحانات المهام الأدائية والمواد خارج المجموع لجميع المراحل بالقاهرة غدا تايوان ترصد 21 طائرة عسكرية صينية مقتل 30 إرهابيا فى عملية عسكرية جنوب الصومال واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر مطار دبي يوجه بيان عاجل لـ المسافرين المغادرين الامارات مدير كلية الدفاع الوطني التنزاني و 23 دارس في زيارة لوزارة الري وزير الدفاع الروسي: إنشاء مركز لإنتاج الطّائرات المسيرة تُطبق غدًا.. تعرف على الأسعار الجديدة للخبز السياحي سعر الذهب اليوم.. ارتفاع جماعى فى أعيرة الذهب بالأسواق المصرية

مقالات

الدكتورة نادية مصطفى تكتب: خطة إسرائيل الخبيثة للسيطرة على الوطن العربي .!

الدكتورة/ نادية مصطفى
الدكتورة/ نادية مصطفى

هذا ليس ما اقوله لاني لا أملك الدليل عليه، ولكن هذا هو ما دأبت أجهزة الإعلام الدولي علي ترديده ونقله عبر الفضاء الالكتروني الواسع الي العالم كله خلال اليومين الماضيين... ومن ذلك أن اسرائيل قد فرغت من إقامة قواعد رادارية متقدمة لها على أراضي الإمارات والبحرين وهي قواعد لا تخفي الأهداف الاستراتيجية المهمة التي اقيمت من أجلها.. وأن واشنطون بصدد طرح مشروعها الجديد لاقامة تحالف أمني بين دول الخليج وإسرائيل لياخذ السلام الإبراهيمي دفعة قوية أخري للأمام بترجمته الي تدابير وترتيبات تعاقدية رسمية ملزمة لاطرافها وفي أكثر دوائره أهمية بالنسبة لإسرائيل وهي دائرة الأمن الإقليمي المشترك.. وأن الكونجرس يبارك هذه الخطوات والاجراءات الأمنية الخليجية الإسرائيلية ويدعمها كما ورد علي لسان عدد من كبار زعمائه في مجلسي الشيوخ والنواب.. والتي ستكون نواة لسلم إقليمي إسرائيلي عربي أكبر وأشمل وفق هذا التدرج المرحلي المحسوب.

وبالأمس كان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت في زيارة لأبو ظبي جمعته برئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد للتشاور والتنسيق وتبادل الآراء وكانت أجواء اللقاء بينهما ودية للغاية ، وهنا يجب الا يغيب عن بالنا ان رئيس دولة اسرائيل هيرتزوج كان في زيارة مماثلة لابو ظبي منذ بضعة أسابيع وهي زيارة نستبعد بحكم دقة توقيتهاَ ان تكون مجرد زيارة بروتوكولية شكلية لاغراض المجاملة، وانما لاهداف تخرج عن هذا المعني أو الاطار الشكلي الضيق ، وهو ما يؤشر بأن لهذا التشاور المستمر والتنسيق المتبادل وعلي مستوي القمة بين قادة الدولتين ومن خلال هذه الزيارات المتكررة دلالته ومغزاه.

والذي يقطع بانه لا بد وان يكون وراءه شيئ كبير يجري الاعداد له وينتظر اللحظة المناسبة للاعلان عنه... وهذا هو ما أفهمه واتوقعه والا لما كانت هناك حاجة تدعو الطرفين الاماراتي والاسرائيلي الي اظهار كل هذه الحميمية في علاقاتهما المتبادلة ووضعها أمام العالم بهذا الشكل الذي يجعل اي شيئ بعده طبيعيا ومتوقعا.

أما خارج الدائرة الخليجية وما يدور فيها من اتصالات ومشاورات وتحركات مستمرة علي كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية بين اسرائيل وشركائها الخليجيين ، فان اسرائيل ما تزال تواصل عدوانها علي سوريا بغاراتها الجوية المستمرة علي اراضيها دون ان تجد من يتصدي لها ليمنعها او يردعها ، كما لا تجد في علاقاتها الودية المتنامية مع بعض الاطراف العربية ما يحرجها او يثير ترددها... وهي تعتدي كذلك علي حقوق لبنان الثابتة في مياهه الاقليمية بوضع يدها علي بعض اكبر حقول الغاز الطبيعي فيها وارغام لبنان بالقوة وتحت التهديد علي الرضوخ للامر الواقع وليقبل بحرمانه من موارده الطبيعية باتفاق ترسيم حدود بحرية رسمي ونهائي ، ولا يجد من يقف الي جواره في ظروفه الصعبة الراهنة ليدعم موقفه القانوني في وجه ضغوط اسرائيل العنيفة عليه.. هذا بينما تتصاعد الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويتكثف مخطط الاستيطان وتتسارع وتيرته كما لم يحدث من قبل ببناء آلاف الوحدات السكنية اليهودية الجديدة في الاحياء العربية في العديد من مدن الضفة الغربية، وذلك بهدف تهويدها وتغيير معالمها وضمها لاسرائيل الي الأبد.

وتتوالي اعتداءات المستوطنين اليهود علي المسجد الاقصي وتستباح حرمة باحاته وتصمت الحكومات العربية وتجد في بيانات الشجب الروتينية المعتادة ما يكفي.. هذا مع اشاراتها التي لا تكل من ترديدها عن الحاجة الي تنفيذ حل الدولتين باعتباره الحل الجذري الذي سوف يريح الفلسطينيين ويغلق ملف قضيتهم الي الابد.. ونسوا او تناسوا ان اسرائيل لم تترك شيئا للفلسطينيين يمكنهم التفاوض معها عليه بعد ان ابتلعت اراضيهم واحاطتهم بالمعازل من كل اتجاه ، وان حل الدولتين الذي يتحدثون عنه اصبح بعد هذا كله نوعا من الوهم او السراب الكاذب الذي لا وجود له في واقع الامر.

فعن اي دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة يتحدثون، وهي التي تعيش علي المساعدات الخارجية المحدودة التي تاتيها من هنا وهناك .؟

ويتزامن هذا كله مع ما يجري من تطورات مهمة في الموقف الحاصل بين وكالة الطاقة الذرية الدولية وايران حول سبل مراقبة ما يحدث داخل مفاعلات ايران النووية ، وهذا التحول في المواقف بانعكاساته المدمرة علي مفاوضات فيينا حول مستقبل برنامج ايران النووي ، سوف يصب في النهاية لصالح اسرائيل اكثر من اي طرف دولي آخر ، بل وقد يكون المقدمة لما هو اخطر من توقف او انهيار مفاوضات فيينا بكثير.. أقصد انه قد يكون المقدمة نحو شن حرب اسرائيلية واسعة بمباركة امريكية تامة ضد ايران في وقت ليس ببعيد.

واذا كان هو ما تفعله اسرائيل لنفسها وهي تتحرك في كل هذه الدوائر الخليجية والعربية والاقليمية والدولية وتسجل فيها نقاطا لحسابها تدعم بها امنها وترفع بها من قدرتها علي المساومة وتعزز بها مصالحها وتوسع بها قاعدة خياراتها في وجه كل هذه الضغوط المتعارضة والخطوط المتقاطعة هنا وهناك ، فأين الاطراف العربية وهي بالعشرات من هذا كله ؟ بل أين هذه الاطراف وهي التي لا نري لها تحركا موثرا او موقفا جريئا او تنسيقا عربيا مشتركا يمكن ان يكون له مكان في حسابات الاسرائيليين او غير الاسرائيليين ؟ ولماذا غابوا واختفوا وصمتوا الي هذا الحد ؟ ماذا فيهم بالضبط .؟