الدكتورة نادية مصطفى تكتب: الإمارات قاطرة دبلوماسية قادرة على تحقيق أهدافها عربياً ودولياً .!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
سامح شكري يؤكد ضرورة  اتخاذ خطوات رادعة لإسرائيل حال اجتاحت رفح شريهان توجه رسالة مؤثرة لابنتها فى عيد ميلادها بيلنكن: أمريكا لا تتبنى معايير مزدوجة لحقوق الإنسان تجاه إسرائيل الحكومة تعلن موعد إجازة عيدي العمال وشم النسيم مصر ترحب بالاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان وزير الصحة يتابع مستجدات المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية وزير التنمية المحلية يتابع تنفيذ المشروعات التنموية والملفات الخدمية بمطروح جهود حكومية لـ زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية وزير الرياضة ومحافظ شمال سيناء يتفقدان المدينة الشبابية بالعريش طرح 8 محلات تجارية و7 وحدات إدارية للبيع بمدينة السادات  القوات المسلحة تنشر انفوجراف بمشاريع التنمية في سيناء 3 آلاف مفقود تحت أنقاض المنازل في قطاع غزة

مقالات

الدكتورة نادية مصطفى تكتب: الإمارات قاطرة دبلوماسية قادرة على تحقيق أهدافها عربياً ودولياً .!

الدكتورة - نادية مصطفى
الدكتورة - نادية مصطفى

في ظل الكثير من الأزمات الأخيرة والأوضاع الاقتصادية المتدهورة لكثير من البلدان العربية تقوم قاطرة بعض الدول الدبلوماسية... يبدو لنا كما لغيرنا من المحللين السياسيين الدوليين أن القاطرة الدبلوماسية الإماراتية أصبحت قادرة ... وبشكل لافت للنظر... علي التحرك وبصورة متزامنة.. وهو أصعب ما في الأمر... علي الكثير من الخطوط العربية والإقليمية والدولية بديناميكية كبيرة... وبأفكار ومشاريع ومبادرات يخرج عن طاقة دول كثيرة اكبر واقوي منها بكافة المعايير تبنيها أو تحمل المسئولية عنها أو توفير الطاقات الدبلوماسية الداعمة والمساندة لها.. فهو دور مكلف في أعبائه وتبعاته مهما بدا الأمر خلاف ذلك...

فخلال أيام قليلة انعقدت قمتان إحداهما مصرية إماراتية إسرائيلية في مصر، والأخرى رباعية في مدينة العقبة الأردنية وضمت كلا من الأردن ومصر والإمارات والعراق...وكانت الإمارات ممثلة فيهما بولي عهد ابو ظبي، الرجل القوي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان...

أما عن دور دولة الإمارات في هاتين القمتين... وهي رغم كل شيئ دولة خليجية صغيرة... ولدورها الإقليمي حدود... خاصة ونحن نتحدث هنا عن الإمارات وليس عن السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي الكبير والتي غابت عن هذه القمم ولم تشارك فيها وبالأخص في قمة العقبة الرباعية التي لم يكن ثمة ما يحرجها بمشاركتها فيها بعكس القمة الثلاثية التي سبقتها بوجود إسرائيل فيها ، نقول أن هذا الدور الإماراتي يظل موضع تساؤل عن حقيقة الدوافع السياسية والإستراتيجية التي يتحرك بها ، وكذلك حول طبيعة أهدافه وإمكاناته التي تجعل له مكانا مهما في كل تلك اللقاءات والمشاورات والتحركات المكوكية المستمرة..

وتؤشر كل الشواهد بأن الدور الإماراتي عربيا وإقليميا ودوليا في تعاظم وتمدد مستمر ، وأنه دور متعدد الركائز والدوائر والحلقات فهو دور مركب بطبيعة مسئولياته المتشابكة وهو ما يستلزم درجة عالية للغاية من الضبط والتنسيق المشترك لإزالة ما قد يكون بينها من تعارض ، كما يقوم هذا الدور علي قاعدة من الحسابات السياسية المعقدة التي قد يصعب علي كثير من المحللين السياسيين فك ألغازها أو الكشف عن الغموض الذي يكتنفها والتعرف بدقة علي ما يدور في أذهان السياسيين الإماراتيين ممن يتحملون المسئولية عن رسم تلك السياسات الخارجية في مختلف دوائرها وبكل تشابكاتها وتداخلاتها كما تبدو علي السطح.

ومن هنا نجحت دبلوماسية الإمارات بدون شك في وصل خطوطها الإقليمية والعربية مع تركيا وإيران وإسرائيل وسوريا وهو ما لم يكن بالأمر السهل، فضلا عن علاقاتها المتميزة مع السعودية ومصر وقطر، وغيرهم من دول المنطقة ، أما دوليا فإن شبكة علاقاتها المتشعبة تشمل الدول الثلاث الكبرى في العالم وهي أمريكا وروسيا والصين وكذلك دول الاتحاد الأوروبي..فهي حاضرة بقوة في كل تلك الدوائر العربية والإقليمية والدولية بالدور والمصالح المشتركة وبالتنسيق والتشاور وباللقاءات والزيارات التي لا تتوقف.. وفي كل مرة تحمل مفاجأة جديدة لم تكن في الحسبان...

وتبقي التساؤلات مثارة باستمرار حول طبيعة ومصادر قوة هذا النشاط الدبلوماسي الإماراتي المتعاظم : هل هو تعبير عن قوة ناعمة من نوع مختلف تمتلكها دولة الإمارات وتنفرد بها عن غيرها من دول المنطقة ؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هي ؟ أم هي قوة الدولارات النفطية القادرة علي التأثير في المواقف واستمالة الآخرين بقوة المال أكثر من أي شئ آخر ؟ أم أن هذه الدبلوماسية الإماراتية المتحركة بكل هذا الزخم هي ترجمة لنظرة إستراتيجية بعيدة المدى لمستقبل دولة الإمارات كقوة عربية وإقليمية فاعلة ومؤثرة بالاستناد إلي هذه الشبكة الدولية الواسعة مع كل مراكز صنع القرار المهمة في العالم ؟ أم ماذا بالضبط حتى نفهم الأسباب والدوافع التي تكمن وراء هذا الزخم الدبلوماسي الإماراتي غير المسبوق ، وهو الأمر الذي إن تحقق قد يغير الكثير من المفاهيم السائدة حول محدودية وهامشية دور الدول الصغيرة في النظام السياسي الدولي، بل وقد ينسف هذه المفاهيم من الأساس ..؟