آخر رواية تم نشرها | نقد أدبي لرواية «عودة لوليتا» للروائي عبد الغني ملوك

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
اليابان تتسلم ثلاث مركبات أرضية بدون طيار (نظام المشاة الهجين المجنزرة) ”طاقة” الإماراتية تتفاوض مع اثنين من المساهمين علي الاستحواذ على أسهم صندوقي GIP وCVC من الشركة الاسبانية المتعددة الجنسيات مصرع وإصابة 102 شخص في أفغانستان جراء الفيضانات ”فيجو” يتحدى حزب العمال الاشتراكي العمالي بالالتزام أمام كاتب العدل وزيرة الثقافة تُصدر قرارًا بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات الحوار الوطني انطلاق الدورة السادسة من ”مهرجان القاهرة الأدبي”.. السبت تؤكد إسبانيا وهولندا التزامهما بالسياسة الخارجية النسوية والتعاون الاستراتيجي في الاتحاد الأوروبي قطاع النقل يدعو إلى تقديم مساعدة بقيمة 10.5 مليون يورو للمواطنين الذين يتدربون على الرقمنة في مجال التنقل أنخيل فيكتور توريس يجتمع مع عمدة برشلونة للمضي قدماً في إعداد لجنة التعاون الإداري المشترك لهذا العام إطلاق أول برنامج تدريبي في مصر بمجال التصدير معتمد دوليا من هيئة كندية لويس بلاناس: تتمتع إسبانيا بإمكانات استثنائية في مجال تكنولوجيا الأغذية الزراعية وزير خارجية بريطانيا: إسرائيل تتخذ قرارا بالتحرك ضد إيران

فن وثقافة

آخر رواية تم نشرها | نقد أدبي لرواية «عودة لوليتا» للروائي عبد الغني ملوك

عودة لوليتا - الروائي عبد الغني ملوك
عودة لوليتا - الروائي عبد الغني ملوك

رواية لوليتا للروائي السوري " عبد الغني ملوك" تمتلك خصوصية تتجلى في المنهج والأدوات والمفردات وطرق التحليل إلى جانب الدلالات والرؤيا التي تصور مراحل زمنية تمثل عمر شخصية البطل والنتائج والخبرات إلي توصل إليها , والتي تمثل أمراً يعد ظاهرة اجتماعية نادرة وهي علاقة رجل مسن بفتاة صغيرة .

البنية الفنية للرواية :

الزمان: كانت عبارة ( أمضيت زهرة عمري وشبابي وقد صرت كهلاً بائساً ) كفيلة بتحديد المرحلة الزمنية الممتدة على طول حياة البطل ( ناصر) الذي غادر سورية لدراسة الطب لكنه تبع هوايته ودرس الرسم بتشجيع من معلمة الرسم نايا التي أحبها وهو طالب وهي تكبره بثماني سنوات مشيراً بذلك إلى عقدة أوديب, وقد برز دوافع شخصية لذلك السلطة الأبوية من جهة وخنوع الأم من جهة أخرى, ربما كان من الأفضل أن يترك الروائي محاولات تبرير الدوافع للقارئ من أجل إعمال العقل و زيادة عنصر التشويق.

أجاد الروائي لعبة الزمان ما بين الصبا والكهولة والفترة الواقعة بينهما إذا كان ينقلنا من مرحلة إلى أخرى مستخدماً تقنية الاسترجاع ثم العودة إلى زمن السرد دون أن نشعر بانفصال عن زمن القراءة وأبدع بالتلاعب في الزمن من خلال عودة لوليتا المتكررة في الرواية فهي تمثل الفتاة ذات الستة عشر عاماً وقع في حبها الرسام الإيطالي المسن وأحبها ناصر الرسام السوري من بعده ثم يعود إلى سورية لتكرار لوليتا بهيئة عربية .

المكان :

تنوعت أماكن الرواية وقد بدأت من مطار دمشق الدولي وهو عائد من روما إلى سورية, وأخذنا في رحلة إلى الأماكن التي زارها في إيطاليا ثم المرسم في سورية وأماكن الريف والمدينة , واختلاف طبيعة العلاقات بينهما.

الشخصيات :

رسم الروائي شخصياته بريشة للفنان المبدع وقد تعرفنا منذ الصفحات الأولى بشخصية البطل المتذبذبة وشخصية الأب الدكتاتوري والأم الخانعة.

وتبدى من خلال الرواية ثقافة الكاتب الواسعة في مجال علم النفس أكد الكاتب على دور المرأة الايجابي في المجتمع فهي الملهمة في الفن ولولاها لما نجح رسامو الرواية في فنّهم .

وجعل الكاتب من المرأة معادلاً موضوعياً للوطن فعد خيانة البطل للوطن عندما سافر وتركه تعادل خيانة نادية له عندما تزوجت وتركته .

المنهج :

تلونت الرواية بوضوح ومنهج نفسي القائم على التحليل الفرويدي ومثال ذلك تسليط الضوء على عقدة أوديب .

بالإضافة إلى المنهج الاجتماعي الذي يكشف جوانب مهمة في المجتمع كعلاقات المصلحة والتلون والحب والخيانة والمادة وأثرها في العلاقات, كذلك أشار إلى الجانب الصوفي الفلسفي الذي يعد ستاراً تنخفي خلفه المصالح, وقد أشار الكاتب إلى هذه الناحية من باب كشف الأقنعة عن بعض العلاقات الاجتماعية المزيفة بين الأقارب وقد نجح في ذلك ليكون ليس روائي فحسب بل المرشد الموجه .

بدأ عنصر التشويق منذ البداية فلم يذكر الروائي اسم لوليتا وهي عنوان الرواية حتى الصفحة الرابعة حتى يظن القارئ للوهلة الأولى أن البطلة هي "نادية" كانت ذروة الرواية لما وصلت نوبة الغيرة الجنونية بالبطل ناصر إلى فعل ارتكاب الجريمة والانتحار ثم إنقاذ لوليتا له وكانت الصدمة عندما علم إنها لم تنقذه بدافع الحب إنما بدافع حبها للحياة اما النتيجة المنطقية والمتوقعة في نهاية الرواية هي فشل هذه العلاقة وعدم استمرارها فهذا النوع من العلاقات لا يلقى القبول المجتمعي .

اللغة :

يستطيع القارئ من خلال اللغة البسيطة القريبة من الحياة اليومية أن يستقرئ دواخل الشخصيات وظروفها الخارجية التي أدت إلى تعدد الحوادث و بالتالي تعدد القراءات فالمجال مفتوح أمام القراء ليتنبأ كل منهم بسيرورة الأحداث و نهاية الرواية حسب ثقافته ومزاجه وعمره , فكل واحد منهم زاوية نظر خاصة به, كما نوع الروائي في الحوار ( الخارجي .. الذاتي .. النجوى) وساهم الحوار في تنامي الأحداث وتسارعها .

وظهرت شخصية الكاتب من خلال حوار ناصر مع لوليتا حول علاقتها بسمير ..

وقد اتخذ الحوار طابع التحقيق و ربما يعود ذلك لطبيعة عمل الكاتب في المحاماة .

النهاية كانت سريعة خاطفة تجلى فيها عنصر المفاجأة وهي صدمة البطل بزواج لوليتا من سمير .

خاتمة رواية اجتماعية سلطت الضوء على قضايا تهم المجتمع ، والعلاقات القائمة فيه إذ تتربع العلاقات النفعية في قمة الهرم و تليها علاقات الحب التي لا قانون لها , وذلك بأسلوب فني محكم مشوق ..

بدرجة أنني أنهيت الرواية بليلة واحدة .

تحياتي للأستاذ عبد الغني ملوك وآمل أن أكون قد وفقت في دراستي المتواضعة لرواية عودة لوليتا .